فصل: تفسير الآيات (23- 29):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان المشهور بـ «تفسير القرطبي»



.تفسير الآيات (15- 22):

{فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)}
قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ} أي أقسم، وفَلا زائدة، كما تقدم. {بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ} هي الكواكب الخمسة الدراري: زحل والمشتري وعطارد والمريخ والزهرة، فيما ذكر أهل التفسير. والله أعلم. وهو مروي عن علي كرم الله وجهه.
وفي تخصيصها بالذكر من بين سائر النجوم وجهان: أحدهما: لأنها تستقبل الشمس، قاله بكر بن عبد الله المزني.
الثاني: لأنها تقطع المجرة، قاله ابن عباس.
وقال الحسن وقتادة: هي النجوم التي تخنس بالنهار وإذا غربت، وقاله علي رضي الله عنه، قال: هي النجوم تخنس بالنهار، وتظهر بالليل، وتكنس في وقت غروبها أي تتأخر عن البصر لخفائها، فلا ترى.
وفي الصحاح: وبِالْخُنَّسِ: الكواكب كلها. لأنها تخنس في المغيب، أو لأنها تخنس نهارا. ويقال: الكواكب السيارة منها دون الثابتة.
وقال الفراء في قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ} إنها النجوم الخمسة، زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد، لأنها تخنس في مجراها، وتكنس، أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار، وهو الكناس. ويقال: سميت خنسا لتأخرها، لأنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم، يقال: خنس عنه يخنس بالضم خنوسا: تأخر، وأخنسه غيره: إذا خلفه ومضى عنه. والخنس تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة، والرجل أخنس، والمرأة خنساء، والبقر كلها خنس. وقد روى عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} هي بقر الوحش. روى هشيم عن زكريا عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال: قال لي عبد الله بن مسعود: إنكم قوم عرب فما الخنس؟ قلت: هي بقر الوحش، قال: وأنا أرى ذلك. وقاله إبراهيم وجابر بن عبد الله. وروي عن ابن عباس: إنما أقسم الله ببقر الوحش.
وروى عنه عكرمة قال: {بِالْخُنَّسِ} البقر والْكُنَّسِ: هي الظباء، فهي خنس إذا رأين الإنسان خنسن وأنقبضن وتأخرن ودخلن كناسهن. القشيري: وقيل على هذا بِالْخُنَّسِ من الخنس في الأنف، وهو تأخر الأرنبة وقصر القصبة، وأنوف البقر والظباء خنس. والأصح الحمل على النجوم، لذكر الليل والصبح بعد هذا، فذكر النجوم أليق بذلك. قلت: لله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته من حيوان وجماد، وإن لم يعلم وجه الحكمة في ذلك. وقد جاء عن ابن مسعود وجابر بن عبد الله وهما صحابيان والنخعي أنها بقر الوحش. وعن ابن عباس وسعيد بن جبير أنها الظباء. وعن الحجاج بن منذر قال: سألت جابر بن زيد عن الجواري الكنس، فقال: الظباء والبقر، فلا يبعد أن يكون المراد النجوم. وقد قيل: إنها الملائكة، حكاه الماوردي. والكنس الغيب، مأخوذة من الكناس، وهو كناس الوحش الذي يختفي فيه. قال أوس بن حجر:
ألم تر أن الله أنزل مزنة ** وغفر الظباء في الكناس تقمع

وقال طرفة:
كأن كناسي ضالة يكنفانها ** وأطر قسي تحت صلب مؤيد

وقيل: الكنوس أن تأوي إلى مكانسها، وهي المواضع التي تأوي إليها الوحوش والظباء. قال الأعشى:
فلما أتينا الحي أتلع أنس ** كما أتلعت تحت المكانس ربرب

يقال: تلع. النهار ارتفع وأتلعت الظبية من كناسها: أي سمت بجيدها.
وقال امرؤ القيس:
تعشى قليلا ثم أنحى ظلوفه ** يثير التراب عن مبيت ومكنس

والكنس: جمع كانس وكانسة، وكذا الخنس جمع خانس وخانسة. والجواري: جمع جارية من جرى يجري. {وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ} قال الفراء: أجمع المفسرون على أن معنى عسعس أدبر، حكاه الجوهري.
وقال بعض أصحابنا: إنه دنا من أوله وأظلم وكذلك السحاب إذا دنا من الأرض. المهدوي: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ أدبر بظلامه، عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما.
وروى عنهما أيضا وعن الحسن وغيره: أقبل بظلامه. زيد بن أسلم: عَسْعَسَ ذهب. الفراء: العرب تقول عسعس وسعسع إذا لم يبق منه إلا اليسير. الخليل وغيره: عسعس الليل إذا أقبل أو أدبر. المبرد: هو من الأضداد، والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد، وهو ابتداء الظلام في أوله، وإدباره في آخره، وقال علقمة بن قرط:
حتى إذا الصبح لها تنفسا ** وأنجاب عنها ليلها وعسعسا

وقال روبة:
يا هند ما أسرع ما تسعسعا ** من بعد ما كان فتى سرعرعا

وهذه حجة الفراء.
وقال امرؤ القيس:
عسعس حتى لو يشاء آدنا ** كان لنا من ناره مقبس

فهذا يدل على الدنو.
وقال الحسن ومجاهد: عسعس: أظلم، قال الشاعر:
حتى إذا ما ليلهن عسعسا ** ركبن من حد الظلام حندسا

الماوردي: واصل العس الامتلاء، ومنه قيل للقدح الكبير عس لامتلائه بما فيه، فأطلق على إقبال الليل لابتداء امتلائه، وأطلق على إدباره لانتهاء امتلائه على ظلامه، لاستكمال امتلائه به. وأما قول امرئ القيس:
ألما على الربع القديم بعسعسا

فموضع بالبادية. وعسعس أيضا اسم رجل، قال الراجز:
وعسعس نعم الفتى تبياه

أي تعتمده. ويقال للذئب العسعس والعسعاس والعساس، لأنه يعس بالليل ويطلب. ويقال للقنافذ العساعس لكثرة ترددها بالليل. قال أبو عمرو: والتعسعس الشم، وأنشد:
كمنخر الذنب إذا تعسعسا

والتعسعس أيضا: طلب الصيد بالليل.
قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ} أي أمتد حتى يصير نهارا واضحا، يقال للنهار إذا زاد: تنفس. وكذلك الموج إذا نضح الماء. ومعنى التنفس: خروج النسيم من الجوف.
وقيل: إِذا تَنَفَّسَ أي انشق وانفلق، ومنه تنفست القوس أي تصدعت. {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} هذا جواب القسم. والرسول الكريم جبريل، قاله الحسن وقتادة والضحاك. والمعنى إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ عن الله كَرِيمٍ على الله. وأضاف الكلام إلى جبريل عليه السلام، ثم عداه عنه بقوله: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ} [الواقعة: 80] ليعلم أهل التحقيق في التصديق، أن الكلام لله عز وجل.
وقيل: هو محمد عليه الصلاة والسلام {ذِي قُوَّةٍ} من جعله جبريل فقوته ظاهرة فروى الضحاك عن ابن عباس قال: من قوته قلعه مدائن قوم لوط بقوادم جناحه. {عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ} أي عند الله جل ثناؤه {مَكِينٍ} أي ذي منزلة ومكانة، فروي عن أبي صالح قال: يدخل سبعين سرادقا بغير إذن. {مُطاعٍ ثَمَّ}: أي في السموات، قال ابن عباس: من طاعة الملائكة جبريل، أنه لما أسري برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال جبريل عليه السلام لرضوان خازن الجنان: افتح له، ففتح، فدخل وراي ما فيها، وقال لمالك خازن النار: أفتح له جهنم حتى ينظر إليها، فأطاعه وفتح له. {أَمِينٍ} أي مؤتمن على الوحي الذي يجئ به. ومن قال: إن المراد محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فالمعنى ذِي قُوَّةٍ على تبليغ الرسالة مُطاعٍ أي يطيعه من أطاع الله عز وجل. {وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} يعني محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس بمجنون حتى يتهم في قوله. وهو من جواب القسم.
وقيل: أراد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرى جبريل في الصورة التي يكون بها عند ربه جل وعز فقال: ما ذاك إلي، فإذن له الرب جل ثناؤه، فأتاه وقد سد الأفق، فلما نظر إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خر مغشيا عليه، فقال المشركون: إنه مجنون، فنزلت: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} وإنما رأى جبريل على صورته فهابه، وورد عليه ما لم تحتمل بنيته، فخر مغشيا عليه.

.تفسير الآيات (23- 29):

{وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (27) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (29)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} أي رأى جبريل في صورته، له ستمائة جناح. بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ أي بمطلع الشمس من قبل المشرق، لان هذا الأفق إذا كان منه تطلع الشمس فهو مبين. أي من جهته ترى الأشياء.
وقيل: الأفق المبين: أقطار السماء ونواحيها، قال الشاعر:
أخذنا بآفاق السماء عليكم ** لنا قمراها والنجوم الطوالع

الماوردي: فعلى هذا، فيه ثلاثة أقاويل أحدها: أنه رآه في أفق السماء الشرقي، قاله سفيان.
الثاني: في أفق السماء الغربي، حكاه ابن شجرة.
الثالث: أنه رآه نحو أجياد، وهو مشرق مكة، قاله مجاهد.
وحكى الثعلبي عن ابن عباس، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجبريل: «إني أحب أن أراك في صورتك التي تكون فيها في السماء قال: لن تقدر على ذلك. قال: بلى قال: فأين تشاء أن أتخيل لك؟ قال: بالأبطح قال: لا يسعني. قال: فبمنى قال: لا يسعني. قال: فبعرفات» قال: ذلك بالحري أن يسعني. قواعده فخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للوقت، فإذا هو قد أقبل بخشخشة وكلكلة من جبال عرفات، قد ملا ما بين المشرق والمغرب، ورأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فلما رآه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خر مغشيا عليه، فتحول جبريل في صورته، وضمة إلى صدره. وقال: يا محمد لا تخف، فكيف لو رأيت إسرافيل ورأسه من تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرض السابعة، وإن العرش على كاهله، وإنه ليتضاءل أحيانا من خشية الله، حتى يصير مثل الوصع- يعني العصفور- حتى ما يحمل عرش ربك إلا عظمته.
وقيل: إن محمدا عليه السلام رأى ربه عز وجل بالأفق المبين. وهو معنى قول ابن مسعود. وقد مضى القول في هذا في {والنجم} مستوفى، فتأمله هناك.
وفي الْمُبِينِ قولان: أحدهما أنه صفة الأفق، قاله الربيع.
الثاني أنه صفة لمن رآه، قاله مجاهد. {وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}: بالظاء، قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي، أي بمتهم، والظنة التهمة، قال الشاعر:
أما وكتاب الله لا عن سناءه ** هجرت ولكن الظنين ظنين

وأختاره أبو عبيد، لأنهم لم يبخلوه ولكن كذبوه، ولان الأكثر من كلام العرب: ما هو بكذا، ولا يقولون: ما هو على كذا، إنما يقولون: ما أنت على هذا بمتهم. وقرأ الباقون بِضَنِينٍ بالضاد: أي ببخيل من ضننت بالشيء أضن ضنا فهو ضنين. فروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: لا يضن عليكم بما يعلم، بل يعلم الخلق كلام الله وأحكامه.
وقال الشاعر:
أجود بمكنون الحديث وإنني ** بسرك عمن سألني لضنين

والغيب: القرآن وخبر السماء. ثم هذا صفة محمد عليه السلام.
وقيل: صفة جبريل عليه السلام.
وقيل: بظنين: بضعيف. حكاه الفراء والمبرد، يقال: رجل ظنين: أي ضعيف. وبئر ظنون: إذا كانت قليلة الماء، قال الأعشى:
ما جعل الجد الظنون الذي ** جنب صوب اللجب الماطر

مثل الفراتي إذا ما طما ** يقذف بالبوصي والماهر

والظنون: الدين الذي لا يدري أيقضيه آخذه أم لا؟ ومنه حديث علي عليه السلام في الرجل يكون له الدين الظنون، قال: يزكيه لما مضى إذا قبضه إن كان صادقا. والظنون: الرجل السيئ الخلق، فهو لفظ مشترك. {وَما هُوَ} يعني القرآن {بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ} أي مرجوم ملعون، كما قالت قريش. قال عطاء: يريد بالشيطان الأبيض الذي كان يأتي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صورة جبريل يريد أن يفتنه. {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} قال قتادة: فإلى أين تعدلون عن هذا القول وعن طاعته. كذا روى معمر عن قتادة، أي أين تذهبون عن كتابي وطاعتي.
وقال الزجاج: فأي طريقة تسلكون أبين من هذه الطريقة التي بينت لكم. ويقال: أين تذهب؟ وإلى أين تذهب؟ وحكى الفراء عن العرب: ذهبت الشام وخرجت العراق وانطلقت السوق: أي إليها. قال: سمعناه في هذه الأحرف الثلاثة، وأنشدني بعض بني عقيل:
تصيح بنا حنيفة إذ رأتنا ** وأى الأرض تذهب بالصياح

يريد إلى أي أرض تذهب، فحذف إلى.
وقال الجنيد: معنى الآية مقرون بآية أخرى، وهي قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ} [الحجر: 21] المعنى: أي طريق تسلكون أبين من الطريق الذي بينه الله لكم. وهذا معنى قول الزجاج. {إِنْ هُوَ} يعني القرآن {إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ} أي موعظة وزجر. وإِنْ بمعنى {ما}.
وقيل: ما محمد إلا ذكر. {لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} أي يتبع الحق ويقيم عليه.
وقال أبو هريرة وسليمان بن موسى: لما نزلت {لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} قال أبو جهل: الأمر إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم-وهذا هو القدر، وهو رأس القدرية- فنزلت: {وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ}، فبين بهذا أنه لا يعمل العبد خيرا إلا بتوفيق الله، ولا شرا إلا بخذلانه.
وقال الحسن: والله ما شاءت العرب الإسلام حتى شاءه الله لها.
وقال وهب بن منبه: قرأت في سبعة وثمانين كتابا مما أنزل الله على الأنبياء: من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر.
وفي التنزيل: {وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ} [الأنعام: 111].
وقال تعالى: {وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [يونس: 100].
وقال تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ} [القصص: 56] والآي في هذا كثير، وكذلك الاخبار، وأن الله سبحانه هدى بالإسلام، وأضل بالكفر، كما تقدم في غير موضع. ختمت السورة والحمد لله.